ستة قصائد حب
للشاعر السويدي ماغنوس وليام اولسون
عن السويدية بقلم راوية مرة
تنسحبين من حياتي كما ينسحب الخيط
من عقد وتسيرين نحو
عزلة تفوق عزلتي،
فضاء! لقد هطل مطر
ثقيل شطف كل شيء، الصور
كلها، النكهات كلها والروائح. ما تبقى
هو شعور بأن شيئا ما
كان موجودا لتوه. ماذا سأفعل الآن
بحبي المصاب باللعنة؟ لا
أظن أنه مازال بوسعي أن أمد
يدي تحت سترتي لأجد
ما تبقى من مكالمة انقطعت. هناك
تجد الأصابع جسدا. جسد!
بماذا يجيب المرء على تماسكه الصامت؟
_____
قد تستيقظي في هذه اللحظة
وتقتربي بوجهك ليلتصق
بشعره الذي تفوح منه رائحة العسل
والنوم. وهو يحلم، يتأرجح بصمت مدقع
فوق أعماقك، وعندما
يصحو، يفعل ذلك بدفء عينيك.
ما يثير جنوني و يفقدني
حولي وقوتي أن كل
حركة للوقت توازيها
حركة لك في الوقت ذاته.
ساعاتي تتبع ساعاتك
عن قرب يمكنني من سماع أنفاسك.
قد تستيقظي في هذه اللحظة
قريبة للغاية منه، وبعيدة للغاية عني.
_____
لا شيء أصدق من كذبة إجبارية
لكني الذي يكذب للغش يلاقيه
كره الأشياء. أحمل لحمي
بين أسناني إليك – طوال مسافة
لا تقل عن خمسمائة كلم. خمسمائة كلم
تلتهم مساحات شاسعة
من أرض جليدية وعبارة
"أحبك" تخرج عن حدود مغزاها
وتقع. لما استطاعت أكبر قطع الفخار
في بريتيش ميوزيوم أن تقع بهذه الحدة
وأن تخفي هذا القدر الضئيل. هكذا
يميل كل منا بنهايته – حركتان
متزامنتان؛ وجهان،
شظيتان في أيد ناعمة
_____
لقد انتظرت طويلا الآن، انتظرت
الحب، انتظرتك، حتى اكتسبت
عيناي لون الانتظار ذاته،
لون بذخه، أجل، إلى هذا الحد
طال انتظاري في هذا الجسد
حتى صارت يداي تحاول الإمساك،
بشيء ما كيدي طفل رضيع
كلما سمعت اسما يشبه اسمك، أمام
نافذتي يعزف البحر المتوسط كمنجته الكبيرة
بنعومة، ويقيس القمر الزاوية
التي تفصل بين الوقت والأشياء، التي
تشكل الخط الرفيع إلى درجة مرعبه
والذين تختفين خلفه في الصباح
تاركة حذاءك في الحلم.
_____
هناك ثغرة في كل تصاعد نغمي
إنساني عدد من النغمات غير محدد
لكنه مفقود حقا. حيث يتكون
الموت وينمو. موتي. موتك
الذي يأتيني في فستان كمصباح أزرق
يدخل علي في نومي
ويقول ما أستطيع فهمه أبدا.
لكني أدرك أنك ألبستيه
لونك المفضل لتغرينني بالشعور
بالفخر بما كنت أمتلكه في السابق
وربما لن أملك في يوم ما
شيئا يقاربه بالجمال.
هذا إذا أمكن لأحد ما أن يمتلك موت آخر، بالطبع،
وألا يملك الحب للجثة فقط.
_____
صمت الحكاية. عبرت اللحظات
من هنا بالذات. يعود الماضي،
وتعود أيضا
صورة المسروق. النظرة
تملأها بالمعنى. صمتت
الحكاية. ما كان يزن الآن لا شيء
صورتك الخفيفة
تدخل في وتغادرني كما تشاء.
عيناي تملأك بالحياة.
تملأ نظرة الماضي بالحياة.
صمتت الحكاية. لكن الجسد،
ممدد هنا على السرير، يسافر بثقل
ثابت في آنه، مع الوقت
عبر كل الحواجز الصامتة للشهوة.

